فصل: الشاهد الستون:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.استيلاء الصفار على الأهواز.

قد تقدم لنا استيلاء الصفار على فارس بعد خراسان ثم سار منها إلى الأهواز وكان أحمد بن لسوقة قائد مسرور البلخي على الأهواز قد نزل تستر فرحل عنها ونزل يعقوب جنديسابور وفرت عساكر السلطان من تلك النواحي وبعث يعقوب بالخضر ابن العين إلى الأهواز وعلي بن أبان والزنج يحاصرونها فتأخروا عنها إلى نهر السدرة ودخل الخضر الأهواز وملكها بدعوة الصفار وكان عسكره وعسكر الزنج يغير بعضهم على بعض ثم أوقع الزنج بعسكره ولحق الخضر بعسكر مكرم واستخرج ابن أبان ما كان في الأهواز ورجع إلى نهر السدرة وبعث يعقوب الإمداد إلى الخضر وأمره بالكف عن قتال الزنج والمقام بالأهواز فوادع الزنج وشحن الأهواز بالأقوات وأقام.

.وفاة يعقوب الصفار وولاية عمرو أخيه.

ثم توفي يعقوب الصفار في شوال سنة خمس وستين بعد أن افتتح الزنج وقتل ملكها وأسلم أهلها على يده وكانت مملكة واسعة الحدود وافتتح زابلستان وهي غزنة وأعمالها وكان المعتمد قد استماله وولاه على سجستان والسند ثم تغلب على كرمان وخراسان وفارس وولاه المعتمد على جميعها ولما مات قام مكانه أخوه عمرو بن الليث وكتب إلى المعتمد بطاعته فولاه الموفق من قبل أعمال أخيه وهي خراسان وأصفهان وسجستان والسند وكرمان والشرطة ببغداد وبعث إليه بالخلع فولى عمرو بن الليث على الشرطة ببغداد وسر من رأى من قبله عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وخلع عليه الموفق وعمرو بن الليث وولى على أصفهان من قبله أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وولى على طريق مكة والحرمين محمد بن أبي الساج.

.مسير عمرو بن الليث إلى خراسان لقتال الخجستاني.

قد تقدم ذكر الخجستاني وتغلبه على نيسابور وهراة بدعوة بني طاهر سنة اثنتين وستين ومائتين فلما توفي يعقوب سار عمرو إلى خراسان سنة خمس وستين ومائتين واستولى على هراة وسار الخجستاني بنيسابور فقاتله فانهزم عمرو ورجع إلى هراة وكان الفقهاء بنيسابور يشيعون لعمور لولاية الخليفة إياه فأوقع الخجستاني الفتنة بينهم بالميل إلى بعضهم وتكرمتهم عن بعض ليشغلهم بها ثم سار إلى هراة سنة سبع وستين ومائتين وحاصر عمرو بن الليث فلم يظفر بشيء فتركه وخالفه إلى سجستان ووثب أهل نيسابور بنائبه عليهم وأمدهم عمرو بن الليث بجنده فقبضوا على نائب الخجستاني وأقاموا بها ورجع الخجستاني من سجستان فأخرجهم وملكها وكان أبو منصور طلحة بن شركب محاصرا لبلخ من قبل ابن طاهر وكاتبه عمرو بن الليث واستقدمه وأعطاه أموالا واستخلفه على خراسان ورجع إلى سجستان وبقي أبو طلحة بخراسان والخجستاني يقاتله إلى أن قتل الخجستاني سنة ثماني وستين ومائتين قتله بعض مواليه كما مر في أخباره مع رافع بخراسان كان رافع بن هرثمة من قواد بني طاهر بخراسان فلما ملكها يعقوب سار إليه واستقر في منزله بتامين من قرى باذغيس فلما قتل الخجستاني اجتمع الجيش على رافع وهو بهراة فأقروه عليهم وكان أبو طلحة بن شركب قد سار من جرجان إلى نيسابور فسار إليه رافع وحاصرها وخرج عنها أبو طلحة إلى مرو وخطب بها وبهراة لمحمد بن طاهر وولى على هراة من قبله ثم زحف إليه عمرو بن الليث فغلبه عليها وولى عليها محمد بن سهل بن هاشم ورجع وبعث أبو طلحة إلى إسمعيل بن أحمد يستنجده فأنجده بعسكر سار بهم إلى مرو وأخرج منها محمد بن سهل وخطب لعمرو بن الليث وذلك في شعبان سنة إحدى وسبعين ومائتين ثم عزل المعتمد عمرو بن الليث عن سائر أعمال خراسان وقلدها الموفق محمد بن طاهر وهو مقيم ببغداد فاستخلف محمد عليها رافع بن هرثمة وأقر نصر بن محمد أحمد الساماني على ما وراء النهر فسار رافع إلى إسمعيل يستنجده على أبي طلحة فجاءه في أربعة آلاف إلى مددا واستقدم رافع أيضا علي بن الحسين المروروذي وساروا جميعا إلى أبي طلحة وهو بمرو سنة اثنتين وسبعين ومائتين وغلبوه عليها ولحق بهراة وعاد إسمعيل إلى خوارزم فجبى أموالها ورجع إلى نيسابور.

.حروب عمرو مع عساكر المعتمد ومع الموفق.

ولما عزل المعتمد عمرو بن الليث عن خراسان أمر بلعنه على المنابر واعلم حاج خراسان بذلك وقلد محمد بن طاهر أعمالها فاستخلف عليها رافع بن الليث وكتب المعتمد إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف بعزله عن أصفهان والري وبعث إليه العساكر لقتاله سنة إحدى وسبعين ومائتين فزحف إليه عمرو في خمسة عشر ألفا من المقاتلة فهزمه أحمد بن عبد العزيز والعساكر واستباحوا معسكره ودفعوه عن أصفهان والري وكان المعتمد لما عزله ولعنه بعث صاعد بن مخلد في العساكر إلى فارس لقتال عمرو بن الليث وإخراجه من فارس فسار لذلك ولم يظفر ورجع سنة اثنتين وسبعين ومائتين ثم سار الموفق سنة أربع وسبعين ومائتين إلى فارس لحرب عمرو ابن الليث فسير عمرو قائده عباس بن إسحاق إلى شيراز وابنه محمد بن عمرو إلى أرجان وبعث على مقدمته أبا طلحة بن شركب صاحب جيشه فاستأمن أبو طلحة إلى الموفق وفت ذلك في عضد عمرو وخام عن لقائه وسار الموفق إلى شيراز وارتاب بأبي طلحة فقبض عليه وملك الموفق فارس وعاد عمرو إلى كرمان فسار الموفق في طلبه فلحق بسجستان على المفازة وتوفي ابنه محمد بن عمرو بها وامتنعت كرمان وسجستان على الموفق فعاد إلى بغداد وارتاب عمرو بن الليث بأخيه علي فحبسه بكرمان وحبس معه ابنه المعدل والليث فهربوا من محبسهم ولحقوا برافع ابن الليث عندما ملك طبرستان وجرجان من محمد بن زيد العلوي سنة سبع وسبعين ومائتين فأقاموا عنده وهلك علي بن الليث وبقي ولداه عنده ثم رضي المعتمد عن عمرو بن الليث وولاه الشرطة ببغداد وكتب اسمه على الأعلام والترسة سنة ست وسبعين ومائتين واستخلف في الشرطة عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ثم سخطه لسنة ومحا اسمه من الأعلام.